فى الأعوام الثلاثة الأخيرة منذ ثورة 25 يناير والأحداث التالية لها، وحالة الانفلات الأمنى، التى أدت إلى العديد من حوادث العنف.
عوامل كثيرة ومتداخلة، نفسية، بيولوجية، واجتماعية ساعدت على انتشار عدد من الأمراض النفسية، تصيب الإنسان فى جميع مراحله العمرية.
كشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن الأمانة العامة للصحة النفسية، التابعة لوزارة الصحة،لعامى 2011- 2012، عن زيادة أعداد المترددين على المستشفيات النفسية التابعة للأمانة، وذلك بالمقارنة بين أعداد المرضى المسجلين فى الفترة من يناير إلى يوليو 2010 – 2012 نجد أن عدد المرضى زاد بالعام الأخير 42 ألفا و596 مريضا.
أشارت كل من د. "هالة حماد" استشارى الطب النفسى والعلاقات الأسرية، وزميل الكلية الملكية البريطانية للطب النفسى، ود. "هبة عيسوى" أستاذ الطب النفسى- كلية الطب جامعة عين شمس، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى، إلى أشهر 5 أمراض نفسية انتشرت خلال الفترة الأخيرة وهى:
(القلق النفسى- الإحباط والاكتئاب- الوسواس القهرى- الفوبيا- اضطرابات الهلع).
تؤكد د. هالة أن القلق على راس قائمة الأمراض النفسية انتشارا فى العالم عامة ومصر خاصة، حيث تبلغ نسبة الإصابة من 16 إلى 17%، ويعتبر القلق ومن المشاكل التى تصيب الإنسان فى جميع مراحله العمرية، ويكون الرجال أكثر عرضة للإصابة عن غيرهم من النساء.
وترجع الإصابة بالقلق إلى قسمين وهما كالتالى:
أولا الأسباب العضوية: اضطرابات فى الغدة الدرقية، بداية التعرض للإصابة بالزهايمر، الإصابة ببعض الإمراض المزمنة.
ثانيا الأسباب النفسية: التعرض لضغوط حياتية، الخوف من المجهول، وجود تاريخ مرضى فى عائلة المصاب، التعرض لحوادث أو كوارث منذ صغره سببت له أعراض القلق، الخوف من الفشل وعدم تقبل النقد من الآخرين.
أضافت هالة أن أعراض المرض تظهر أولا كأعراض جسمانية منها: رعشة فى اليدين، خفقان وسرعة فى ضربات القلب، زيادة فى التعرق، جفاف بالحلق.
أما الأعراض النفسية تشمل على الآتى: الشعور بالإثارة أو الانفعال، عدم الإحساس، الميل إلى توقعات المبهمة.
قالت د. هبة أن أشهر ثانى أنواع الإمراض النفسية شيوعا هو (الاكتئاب)، حيث يصف من ضمن الاضطرابات النفسية التى تتسم بخلل فى المزاج.
وعن أسباب الإصابة أشارت إلى إن الأفكار التى تمر بعقل مريض الاكتئاب كلها سلبية، فهو يقول لنفسه: "ليس هناك أى هدف لفعل أى شىء، وذلك لأننى ولدت فاشلا، والفشل مرتبط بى"، ويشعر غالبًا بعدم الرضا عما يحدث.
أوضح هبة أن هناك بعض أنواع المشاكل التى تؤدى إلى الإصابة ومن أهمها :
-المشاكل التى تتضمن ما نملكه، أو يملكه أشخاص آخرون على صلة وثيقة بنا.
-الأمور التى تشمل أفعالنا، فنشعر بالذنب وإدراك الفشل.
-مشاكل الهوية، حيث تأتى أحاسيس الخزى، أو عدم تقدير الذات أو مشاعر الدونية.
-فقدان الأمل فى أن مشاكل يمكن أن تحل، والشعور بأن المشكلة سبب قاهر لا يمكن فعل شىء تجاهها.
-عدم القدرة على التعايش مع المشكلة وتقبلها، أو الابتعاد عنها وتدارك خسارتنا والانفصال عنها وإبعادها إلى الوراء، والانسجام مع الباقى من حياتنا.
وعن العلاج أضافت أنه يتم من خلال تناول عقاقير مضادات للاكتئاب، أو من خلال العلاج النفسى غير الدوائى، ويستخدم لحالات الاكتئاب البسيطة والمتوسطة، أما الحالات الشديدة يتم التعامل معها عن طريق العلاج الكهربائى.
أشارت هالة إلى الوسواس القهرى الذى يعتبر ثالث الأمراض النفسية انتشارا هو من الأمراض الوراثية التى تنقل من خلال التاريخ المرضى للعائلة، عبارة عن أفكار أو اندفاعات تأتى للمريض رغم عنه، ويعلم الشخص أن هذه أفكاره ومن داخل عقله وليست مغروسة من الخارج، ويعلم أنها غير مقبولة، وتسبب قلقا وتوترا شديداً بالنسبة له.
ويحاول المريض جاهداً أن يهمل أو يكبت هذه الأفكار والرغبات والخيالات أو يحاول أن يعادلها بأفكار ورغبات أو أحيانا أفعال مضادة.
وتظهر أعراض المرض على هيئة أفعال متكررة مثل تكرار غسيل اليدين، التنظيم والترتيب، التأكيد من الأشياء الدعوات، العد، إعادة الكلمات سراً.
وأشارت د. العيسوى إلى دراسات أثبتت أن نسبة الإصابة بين الرجال والنساء متساوية 1/ 1، يبدأ اضطراب بالوسواس القهرى عادة فى مرحلة المراهقة وبداية الشباب، وغالباً ما بين العشرين والخامسة والعشرين. وهناك حوالى 10% يبدأ الاضطراب عندهم قبل سن العاشرة، وهذا يفسر إصابة الأطفال بالوسواس القهرى والتى قد تزول عند البلوغ.
استكملت العيسوى حديثها لـ"اليوم السابع" قائلة: الفوبيا Phobia يعنى الخوف الشديد والمتواصل من مواقف أو نشاطات أو أجسام معينة، هذا الخوف المتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش فى ضيق وضجر، ويؤدى إلى محاولات واضحة للهروب من موقف يعتبره المريض خطرا على حياته، مما يسبب درجة من العجز فى ممارسة حياته اليومية.
تظهر أعراض الفوبيا بعد تجربة سلبية لخوف ما فى أعماق كل منا، من شىء ما، يحتل مساحة من عقولنا واختزنته فى لحظة ما لا تظهر إلا بعامل مساعد، أو موقف مشابه، وعندئذ فقط تسترجع العقول الخفية ذلك الموقف القديم، وتستعيده، وتطلقه فى العقل الواعى هذا ما يحدث داخليا ويسبب ما يسمى بالفوبيا.
وأكد أن للفوبيا أنواع عديدة منها :
خوف التواجد فى الأماكن العالية- الأماكن المغلقة، الخوف الشديد من المرض- الألم- الظلام- الزحام- الحقن الحيوانات- العواصف وما يتبعها من رعد وبرق.. وغيرها.
اضطراب الهلع شائع ونسبة انتشاره حوالى 3-4%، ويصاب الإنسان خلال نوبات الهلع برعب شديد وقلق حاد وانزعاج، وتصل النوبة إلى ذروتها خلال 10 دقائق، وهى تتضمن النوبة أربعة أعراض على الأقل من التالى:
-
ضربات القلب.
-
ازدياد العرق.
-
الرجفة أو الإحساس بالارتعاش.
-
صعوبة وضيق بالتنفس.
-
ألم فى الصدر أو ضيق بالصدر.
-
الغثيان أو الم فى البطن.
-
الشعور بالدوخة أو عدم التوازن أو الشعور بالإغماء.
-
الإحساس بتغير الشخصية أو بتغير البيئة المحيطة واختلافها.
-
الخوف من فقدان السيطرة على الذات أو الخوف من فقدان العقل.
-
الخوف من اقتراب الموت، الشعور باقتراب النهاية والموت.
-
الشعور بالتنميل والخدر فى الجسم والأطراف.
-
هبات فى الجسم ساخنة أو باردة.